هعرفكم بنفسي أنا فريدة معظم اللي حواليا وخصوصًا القريبين مني بينادوني كده لأسباب ما منها إني بحب الاسم وفيه منهم اللي بيقول إنه لايق عليا ومنهم اللي شايف إني يمكن فريدة في حاجات فعلاً مش عارفه بس هو أنا معروفة بالاسم ده، بدرس وداخلة تانية جامعة، معارفي وصحابي كتير جدًا بس القريب مني قليل، هادية واجتماعية في نفس الوقت مش عارفه ازاي ..
في فتره ما في فترات حياتي دخل حياتي حد كان أشبه بالغريب، دخل وقرر أنه يبقى موجود فيها، شخص مألوف والبنات كلها كانت بتحبه وتتمنى إنه يبصلهم بس أنا مكنتش بديله أي اهتمام يمكن لأني دايمًا شايفه إن العلاقات دي من نوعها تحت إطار غير شرعي بتبقى غير مقبولة بالنسبة لي ومحرمة ويمكن قلة اهتمامي ده اللي مخلياه عاوز يعرفني
رايحة مكان بعد ما خلصت محاضراتي في الجامعة اتفاجئ إن الغريب ده ماشي من نفس الشارع اللي أنا ماشيه منه وبيحاول يكلمني
– فريدة ازيك؟
……….
– مبترديش ليه؟
وفجأة وقف قدامي وبصلي، لأول مره أبصله من قريب أوي كده وبصيتله وهو بيتكلم
_ نعم حضرتك عاوز ايه؟!
– انتِ عارفه أنا عاوز ايه
_ وطلبك مرفوض وصدقني لو اتعرضتلي تاني مش هيحصلك طيب
مشيت وسبته وأنا حاسه إني كان المفروض أهزقه أكتر من كده كمان، مشيت وأنا برضو مش مستوعبة هو مالوا ده وعاوز مني ايه، اشمعنا أنا بالذات يعني دونًا عن كل البنات اللي حواليه ده
_______________________
بالليل الموقف اتكرر في دماغي اكتر من مره ومش ندمانه أبدًا باللي عملته وفي نفس الوقت مستغربة ليه ده كله وهو عاوز اي يعني بقاله سنة ونص هو اي مش بيمل، مش عارفه أعمل إيه، الأحسن إني أنام وأريح دماغي من كل ده ..
______________________
يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم هي الصدف كلها خلصت من الدنيا يعني، والشوارع كلها خلصت عشان أرجع أقابله تاني اشمعنا الشارع ده اللي أنا ماشية منه يعني ..
_فريدة يا فريدة
– يا نعم عاوز ايه؟!
_ يا فريدة أنا بحبك انتِ ليه مش عاوزة تسمعيني؟
_ أسمع اي !! حضرتك مستوعب اللي بتقوله !! أنا مش زي البنات اللي تعرفهم ولا عمري هكون كده ياريت تتقي الله في نفسك وفي دنيتك ودينك وبلاش كده وبلاش أشوفك تاني
_تمااام مش هتشوفيني تاني
_معرفش ليه الجملة فضلت في دماغي شويه مع إن اللي طلبت كده بس عملت نفسي مش مهتمة وبالفعل مشيت من المكان وبالفعل هو كمان مشى مجرد ما قولت الجملة دي
_____________________
عدى حوالي ٣ شهور منهم إني خلصت السنة الأولى من الجامعة وخلاص أخدت الأجازة ماشية من الشارع ومروحة البيت
“المفروض إن عدى فتره كبيرة على المواقف دي هو أنا ليه بفتكرها تاني، يمكن عشان مشيت من نفس الشارع مش عارفه الأحسن إني مفكرش كتير خلاص دي حاجه وعدت وأفكر هقضي الأجازة ازاي في حاجه مفيدة”
____________________
عدى كمان شهر وأنا في البيت مش بخرج خالص، الحمد لله النهارده يوم مميز جدًا النهارده وبس أقدر أقول اني طلعت من الأجازة بإنجاز النهارده ختمت القرآن للمرة التالتة من وقت ما أخدت الأجازة يقاطعني وأنا بتكلم والدي ..
_____________________
_فريدة
_نعم يا أبي؟ اتفضل ..
_كنت عاوز أتكلم معاكي بس في حاجه كده ..
_يا خبر يا بابا اتفضل ..
_ انتِ دلوقتي كبيرة يا بنتي وناضجة وبقيتي واعية وعارفه مصلحتك وأشهدلك بالعشرة إنك صونتي تربيتي فيكِ ومعملتيش حاجه غلط تغضب ربنا ..
_أيوه يا بابا، بس مش فاهمه حضرتك بتقول كده ليه؟ هو حصل حاجه؟
_ لا يا حبيبتي بس زيك زي البنات في السن ده على وش جواز وأنا النهارده فيه واحد طلبك مني ..
“وشي احمرّ وقلب ألوان، متوترة مع إن ده كان هيجيله يوم ويحصل مش فاهمه في اي بس محاولتش أبين”
_ هاا ي بنتي قولتي ايه؟ هو الشاب كويس ومحترم ومتدين وابن ناس ولو كده هقوله يجي طبعًا كله على حسب رغبتك
_ اللي تشوفه يا بابا، رُبما خيرًا إن شاء الله
_ على خير بإذن الله يا بنتي
________________________
عدى يوم والمفروض اللي بعده الشاب اللي متقدم يجي
_ مش عارفه ليه حاسه إحساس غريب أوي، يمكن عشان أول مره، هل ده مبرر يعني، يا ربي اختارلي الخير ولا تُخيّرنِي ..
_ هااا يا بنتي الراجل وصل ..
_ أيوه يا بابا أنا جاهزة اهوو
_ ريلاكس خالص خدي نفس طويل وعادي يعني هي ساعة وكل ده هيخلص يا ديدا
“دخلت وأنا وشي في الأرض وأحمر كالعادة يعني، قولت السلام ومبصتش وقعدت على أول كرسي قابلني ومتكلمتش خالص”
_ازيك يا آنسة فريدة؟
_الحمد لله بخير ..
_وسط أسئلة وكلام كتير كل مره كنت برد بحاجات بسيطة جدًا، بس نبرة الصوت دي مش غريبة عليا حاسه إني سمعتها قبل كده، سؤال ورا سؤال واتعمدت إني أبص لدقيقة عشان أشوف صاحب النبرة دي ..
_ هو انت !! انت ايه اللي جابك هنا ؟! هو انت العريس؟
_ششش اهدي بس يا فريدة مش كده
_هو انت سبت الشارع وجاي هنا كمان؟
_ بالظبط كده بس المره دي جاي مختلف عن كل مره، المرة دي جاي طالب إنك تكوني قرة عيني وزوجتي المصونة ..
_غريبة سبت البنات دي كلها وجيت هِنا، أنا برضو حسيت إن النبرة دي مش غريبة عليا ..
_انتِ ست البنات كلهم ومفيش مقارنة بيكِ وبين أي حد، حبيت أثبتلك ده إني أطلبك في الحلال يمكن يبان قد ايه بحبك، أنا مش هقبل أسمع أي كلام دلوقتي أنا بس طالب منك فرصة واحده اعتبريها اختبار ولو فشلت ليكِ حق إنك ترفضي ..
_مش عارفه ليه حاجه قالتلي من جوايا اسمعي، مش عارفه ليه حسيت إني محتاجه إني أديله فرصة فعلاً وبعدين قولت موافقة ..
_ وأنا مش هخليكي تندمي أبدًا أبدًا بموافقتك دي وهكون قدها، بس قبل ما أمشي ممكن تقبلي العلبة دي
_ايه العلبة دي؟
_خديها بس مفيش فيها قنبلة ولا حاجه ..
_ضحكت غصب عني وهو لاحظ ده
_تمااام ماشي هقبلها
_______________________
بعد ما مشى دخلت بسرعه الأوضة وكان عندي فضول أعرف جواها ايه العلبة دي، لقيته عامل فيها زينة من بره باللون الأزرق اللي بحبه، وبفتحها لقيت جواها مصحف ملون ومعاه رسالة مكتوب فيها “من وقت آخر مره قولتيلي اتقي الله في دنيتك ودينك وبلاش أشوفك تاني، وأنا قررت بيني وبين نفسي إني أبقى فعلاً حد تاني لأجل إني محتاج أبقى شخص كويس فعلاً عشان ديني وإني مخسرش دنيتي اللي هي انتِ ومخسرش آخرتي يا فريدة، التلات شهور اللي فاتوا وأنا شبه ختمت القرآن أكتر من ٧ مرات ما بين حفظ وتلاوه وقطعت علاقتي بكل صحابي اللي عارف إنهم ممكن يضروني ويرجعوني لطريق مش حابب أرجعله، رجعت لنفسي لأجلك يا فريدة، والمرة دي يمكن من أصدق المرّات اللي هقولهالك فيها أنا بحبك يا فريدة “..
_قرأت الرسالة وحالي اتبدل، مبسوطة إني أكون سبب عظيم في تغيير حد للأفضل، وفي نفس الوقت قلبي بيدق بفرحة كبيرة لم تعهدني قبل كده، أنا مصدقاه ومش عارفه ليه، مش لمجرد الرسالة بس قلبي عمره ما كذب عليا وللتأكيد أنا هصلي استخاره فـ يارب اختارلي ولا تُخيرني”
________________________
دخلت أنام بعد ما صليت استخاره وصحيت مرتاحة وعندي انشراح في قلبي باستغراب كده شويه وأنا بقول لنفسي معقول ده حسن اللي كان وكان وكان” يَهدِي مَنْ يَشَاء”
_هااا يا فريدة قولتي اي؟!
_أنا موافقة يا بابا
_أكيد يا بنتي؟
_أيوه يا بابا
_خلاص هقوله يجي وعلى بركة الله عشان نحدد ميعاد للخطوبة
_تمااام بإذن الله
_________________________
جت الخِطبة واتخطبنا فعلاً واحده واحده ومع مرور الأيام ودخلنا في ٤ شهور مخطوبين وأنا دايمًا فاكره كلامه يوم الرؤية الشرعية وكان وفِي بالكلام وكان ملتزم فعلاً في كل حاجه لدرجة إني بدأت آخد على وجوده وأتعلق بيه ..
“في مره اتأخر في الكلام عن ميعاد كل يوم اللي بيكلمني فيه قلقت وحسيت إني متلخبطة ومحتاجه أسمع صوته، يا ترى هو فين، يا ترى اتأخر ليه”
_فيه اي! هو أنا مالي كده!
عادي يعني أكيد شويه وهيكلمني .. لا لا مش قادره أنا هكلمه واللي يحصل يحصل
_أيوه انت فين؟ صوتك متغير ليه؟
_تعبان أوي، آسف إني اتأخرت عليكي ..
_لا أنا بس قل….، طب الحمد لله إنك بخير ..
_قلقتي عليا صح؟ عارف أصلاً
_هااا لا عادي علفكره، الحمد لله إنك بخير، لما تبقى كويس هنتظر إنك ترن ..
“قفلت وأنا قلبي بيدق بسرعة البرق، هو فيه مالي أنا متلخبطة كده ليه؟ معقول! لا لا أكيد لا، لا ايه بس ده أنا كنت هتجنن لما حسيت إن صوته متغير شويه، معقول أكون حبيته بجد؟..
________________________
_أظن دلوقتي ميعاد نتيجة اختباري يا فريدة وعلى أساسها تقرري زي ما كنا متفقين؟
_أيوه انت طلعت قد الاختبار طول الفتره اللي فاتت من غير شك وبكده أقولك إنك نجحت فيه يا حسن
_بجد يا فريدة؟ بجد؟
_أكيد بجد
_يعني نحدد ميعاد كتب الكتاب؟
_نحدد ..
“من جوايا إحساس غريب مش قادره مكلموش كل شويه أطمن عليه بأي حجه وخلاص، إحساس حلو وأول مره يحصل، أنا اتعلقت ووقعت بجد، أقوله؟ لا لا مش هقول ..”
________________________
_”وقت كتب الكتاب مجرد ما انتهى المأذون وقال : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير قعدنا لوحدنا مسك ايدي وقتها وهي بتترعش”
_تعرفي كده أقدر أقول أنا حققت مُنَايا كله من الدنيا، كده أقدر أقول إني أخدت نصيبي الحلو كله فيكِ
_هو انت ليه طول فتره الخطوبة عمرك ما زعلت إني مش بقولك كلمة حلوه أو إني معظم كلامي معاك عادي وقليل جدًا؟
_يمكن لأنك الوحيدة اللي كنت عاوز حبي يكون طالع من صميم قلبك ومن أعمق نقطة في قلبك يا فريدة، أنا عاوزك تقولي كده عشان انتِ عاوزه كده مش عشان أنا عاوز ..
“كنت بسمع كل كلمة بيقولها بقلبي قبل ما أسمعها بوداني، كنت مركزة في ملامحه ونظراته وعيونه العسلية كأني أول مره أشوفه، أول مره أشوفه بقلبي قبل عيني”
_________________________
_طب ممكن أعرف ساكتة ليه؟
_يمكن القدر جمعنا مره واتنين بعد ما بعدنا، يمكن كان الخير في البعد ده وإني صديتك، أنا على يقين ان كل اللي حصل ده كان نصيب وقدر عشان ربنا يهديك ليا، والنهارده أقول وبلا شك إنك انت كمان نصيبي الحلو اللي في الدنيا ..
_يعني انتِ؟
_أنا بحبك يا حسن ..
_وأنا بحبك ومن زمان أوي يا قرّة عيني وزوجتي المصُون ..
