ثقافة

كيف بدأت الأكلة المصرية الأشهر “المحشي”؟

هل نظرت يوماً على مائدتك وفكرت أن للأطباق المصرية الرئيسية أصل تاريخي لا ينتمى للمصريين؟ ولا للعالم العربى ايضاً؟

Advertisements

نعم عزيزي القارئ فبعض من أهم الوجبات فى المطبخ المصري يرجع أصلها إلي الدول التى احتكت بالدولة المصرية قديماً سواء كانت علاقات تجارية أو ثقافية أو حتى دول احتلال فمثال على ذلك التأثر بالمطبخ التركي والفارسي.

لنستعرض أهمهم ونبدأ بملك المناسبات والولائم ال”محشي” كما أطلقه عليه المصرييون نظراً لطريقة تحضيره وهى حشو الخضروات وأوراقها بالأرز أو اللحم المفروم مع البهارات وعصير الطماطم والبصل.

فاذا رجعنا بالتاريخ نجد انها أكله تركيه الأصل خاصة من المطبخ العثماني وتسمى ال”دولمه” دخلت مصر فى عهد الحكم العثماني وظل المصريين يستخدموا اسمها التركي حتى أوائل الستينات وظهرت فى أغانى مصرية لهذه الفترة كأغاني رمضان لفؤاد المهندس وشويكار ثم تطورت من حيث الأسم وطريقة الطهو ليصبح المحشي المصري بما هو عليه الأن.

بالإضافة إلى بعض الأكلات التركية التي دخلت بقوة للعالم العربي وحازت علي شعبية كبيرة وهي ال”شاورما” وعن أصل كلمة شاورما فهي تعود إلى اللغة التركية، مشتقة من سيفيرم (çevirme)بمعني الدوران نظراً إلى دوران السيخ على النار.

وعن الحلويات فبالطبع لن نغفل ال”رز بلبن” كتحليه أساسيه لدي المصريين ثم البقلاوة الشهيرة وكل هذا أيضا دخل مصر في عهد الدولة العثمانية.

Advertisements

وبحسب ماكتب علاء الدين الغزولى في كتاب ( مطالع البدور فى منازل السرور ج2 ) ان رؤساء العراق كانوا يقدمون الأرز بالحليب في أول الطعام إيثارا له علي ما دونه من الطعام وكان يصفه الأطباء الأتراك كعلاج لمشاكل المعدة.

لم يؤثر فقط المطبخ العثماني فى المطبخ المصري بل أثر أيضا المطبخ الإيراني بشكل كبير حتي أصبحت وصفاته لا تخلوا منها مائدة فى مصر مثال علي ذلك ال”طرشي” او المخلل وكلمة طرشى هي فى الأصل من الكلمة الفارسية “ترشيدن” وتعني الشئ الحامض أو المخلل.

وبدأ قديما كطريقة لحفظ الخضروات من التلف بعد نقعها فى الماء والملح. فلا يزال الطرشي حتي الأن اساسى في كل بيت مصري كفاتح للشهية مناسب لجميع الوجبات.

وبالحديث عن الأطباق الرئيسية نجد ال”كفته” وهي اللحم المفروم المشوي الأسهل فى الطهو بين الأطباق المصرية كوجبة للغداء أو العشاء.

دخلت الكفته مصر وأصبح لها متاجرها الخاصة التي لاقت استحسان من جميع طبقات الشعب ويأتي أصل أسمها من “كفتن” الفارسية بمعنى الدق او الفرم فكانوا يستخدمون الدق لفرم اللحم قديما ثم يضعونه فى اسياخ حتي يتم طهوه بشكل صحيح.

وأخيراً وليس آخرا .. ال”كشك ألماظ” الذى أنتشر فى صعيد مصر وأصبح طبق جانبي لجميع وجباتهم فكان هذا الطبق قديما من أطباق الملوك وعرف تاريخ أكله الكشك فى القرن العاشر من خلال كتاب الشعر الفارسي “الشاهنامه”وهو كتاب سير الملوك.

ذكر باسم “خشك” وتعني بالفارسية الشئ الجاف وذلك يشير الى طريقة تحضيرة القائمة علي التجفيف.

Advertisements

بواسطة
ميرنا إبراهيم
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق