قصة قصيرة: لن أدعكِ تدمرين مستقبلي!

ترجمة: إسلام شحته
كان هناك رجلا ناشطًا في مجال حقوق المرأة، له مكانة رفيعة في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي وصاحب مقالات حادة ضد من يمس حقوق المرأة. وكانت المؤسسات المختلفة تدعوه إلى احتفالاتهم، ويتأثر الناس أينما يتحدث بخطاباته ويتساءلون كم كان الألم في صدر هذا الرجل؟.
لكن! بمجرد دخول نفس الرجل إلى بيته، يتغير موقفه تمامًا، يلقي معطفة في مكان ما، والجوارب أيضا، ويبدأ بالصراخ من أجل الطعام والماء، قائلا إنه كان متعبًا بعد العمل الشاق طوال اليوم.
والمفاجأة..! كل ما شعرت زوجته بالملل والسخرية من كتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تتنافى مع ما يفعله داخل منزله، لا يخجل من رفع يده وضربها بكامل قوته.
وذات ليلة دخل في جدال كبير مع زوجته وضرب رأسها بالحائط، سقطت على الأرض وأغمي عليها. كانت هي المرة الأولى التي يشعر فيها الرجل بالتهديد.
قام الرجل برش الماء على وجه زوجته لكنها لم تسترد وعيها. لكن الرجل بدأت قدماه ورجلاه ترتجفان من الخوف. وتساءل عما إذا كانت قد ماتت زوجته وإن الشرطة ستقبض عليه وتشنقه.. أزعجته الفكرة.
” سآخذها إلى المستشفى وأعتذر لاحقًا” هكذا قال الزوج وهو يحمل زوجته على كفته ويخرج ويضعها في المقعد الخلفي للسيارة. يتمتم داخل السيارة ويقول “خضنا شجار مرات عديدة من قبل وكل ذلك سيغفر لي لاحقًا”. وقبل قيادته للسيارة فحص نبض زوجته مرة أخرى وجدها تتنفس ولاتزال على قيد الحياة.
طوال الطريق، ظل يتساءل عن العذر الذي سيستخدمه عندما يذهب إلى المستشفى، وكيف أغمي على زوجته، وكيف ظهرت ندبة على جبهتها. لكن في النهاية كان ممثلا عظيمًا، وبمجرد أن وصل إلى الطوارئ ووصل الطبيب، كان يصرخ ويقول “أرجوك يا دكتور أنقذ زوجتي، لقد انزلقت وسقطت من السلالم وهي فاقدة الوعي منذ ذلك الحين.
شجعه الطبيب على خوفه على زوجته.
تم إجراء الفحص الطبي، والعديد من الفحوصات اللازمة، وجدت ان زوجته أصيب بجروح خطيرة في الرأس مما أدى إلى دخولها في غيبوبة، ولم يتمكن الأطباء المدة التي ستظل زوجته داخل الغيبوبة بالضبط.
تدريجيًا.. بدأ الخوف لدى الرجل بالتلاشي، وأصبح يكمل مسيرته في حضور المؤتمرات الخاصة بحقوق المرأة، بينما ظلت زوجته في غيبوبة لمدة عام.
وفي إحدى الأمسيات تلقى الرجل مكالمة من الطبيب، “مبروك لقد استعادت زوجتك ووعيها وأجرينا المزيد من الفحوصات عليها اليوم، اذهب الى المستشفى على الفور”.
الصدمة.. شكر الطبيب وأغلق الخط، ولكن الخوف بدأ يتسلل داخله عن ماذا يقول أو يتحدث لزوجته. وفيه طريقه إلى المستشفى ظل يتساءل عن المدة التي سيقضيها في السجن ومدى الضرر الذي سيلحق بسمعته، وما سيقوله الناس عنه بعد دفاعه عن حقوق المرأة وفي المقابل يعامل زوجته بهذه القسوة.
وكانت الصدمة الكبيرة في فكره وعقله حينما قال “زوجتي ستدمر مستقبلي بالكامل” وهو فيه طريقه إلى المستشفى، ظل يردد تلك الكلمات ويقول “لماذا استعادة زوجتي وعيها الآن بينما كنت أستعد للزواج مرة أخرى الأسبوع المقبل”.
عندما وصل الزوج إلى غرفتها داخل المستشفى، خرجت الممرضة من الغرفة، ابتسمت له، وقالت: مبروك، لقد استعادت زوجتك وعيها.
دخل الغرفة بخطوات مرتجفة بينما زوجته تتكئ على السرير وتحدق في الجدار الأمامي للغرفة، صاح بصوت خافت: “هنية”.
نظرت إليه زوجته بعيون متعبة وكأنها تحاول التعرف عليه، وبدأت عينيها تغلق، وفي نفس الوقت ارتجف جسده.
وكانت المفاجأة… بدأ الزوج بسحب الوسادة من خلف ظهر زوجته ويضعها على وجهها وهو يردد: “لن أدعكِ تدمرين مستقبلي”.
تعذبت زوجته للحظة ثم صارت باردة، ثم وضع الوسادة تحت رأسها واستدار للخارج بينما دخل الطبيب الغرفة في ذلك الوقت وبيده ملف.
هنا الصدمة الكبرى: “يا سيد عماد لقد جئت كنت على وشك الاتصال بك، في الحقيقية قمنا ببعض الفحوصات بعد استعاد زوجتك وعيها، ويؤسفني سماع ذلك، لكن ذاكرة زوجتك أصبحت غيرة موجودة ولا يمكنها التعرف على أي شخص.