عقد من الزمان على مرور الأزمة في سوريا….ماذا تغير؟

انطلقت الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا في مارس 2011 وعلى الرغم من مرور عشر سنوات على انطلاقها إلا أن الرئيس السوري مازال يتمتع بمنصبه حتى الآن ،وبالرغم من التنبؤات الكثيرة التي توقعها المحللون والخبراء بعدم قدرته على الصمود وبأنه سيخلى عن منصبه،نرى أنه بعد عقد كامل وبعد تشريد الملايين وقتل مئات الآلاف ،يمضي الرئيس السوري نحو تجديد فترة رابعة في حكمه وكأن شيئا لم يكن،ولكن ماذا حدث في سوريا بعد مرور العشر سنوات؟
عند انطلاق الاحتجاجات السلمية، اختار الأسد قمعها بالقوة. وسرعان ما تحولت نزاعا مدمرا فاقمه تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية وتدخل أطراف خارجية عدة ساهمت في تعقيد المشهد. وصنف الأسد كل من حمل السلاح ضده بـ”الإرهابي”.
وأسفرت عشر سنوات من الحرب عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان. وتسيطر القوات الحكومية اليوم على نحو ثلثي مساحة البلاد، فيما يعاني الشعب من أزمة اقتصادية حادة مع نضوب موارد الدولة وتداعيات عقوبات دولية مفروضة على النظام وأركانه.
أسباب بقاء الأسد في الحكم حتى الآن
هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية ساهمت في بقاء الأسد في منصبه حتى الآن ،ونلخص هذه العوامل في:
استمرار ولاء قادة الجيش للأسد وأتباعه
حكمت عائلة الأسد سوريا منذ سبعينات القرن الماضي ،وخلال هذه الفترة عملت هذه العائلة على كسب ولاء قادة الجيش على مدار عقود طويلة،والذي استمر حتى بعد هذه الكارثة وشكل هؤلاء أكثر من 80 بالمائة من الضباط في عام 2011 وشغلوا كل المناصب المهمة.
وتلقى الأسد العدم الخارجي من العديد من الدول التى أصبحت حليفة للنظام السوري ومؤيده لاستمرار بقائه ومن أبرز هذه الدول إيران وروسيا،وتلكؤ الغرب في استخدام القوة ضده.
فشل المعارضة السورية في تشكيل جبهة موحدة وعزز هذا الفشل وعدم القدرة على الاتحاد سواء داخليا أو خارجيا:ظهور تنظيم الدولة الإسلامية داعش،وسيطرته على العديد من الأراضي السورية فأظهر الأسد هنا نفسه بأنه يخوض حرب على الإرهاب.
في المقابل، تلقى الأسد دعما حاسما من إيران التي دربت واستقدمت مجموعات مسلحة دافعت بشراسة عن النظام بينها حزب الله اللبناني. وكذلك فعلت روسيا التي دافعت عن النظام في مجلس الأمن ودعمته اقتصاديا ثم عسكريا، لا سيما بالقصف الجوي.
وانتهزت روسيا تحديدا، “فرصة تاريخية لاستعادة موقعها الذي فقدته كقوة عظمى عبر ملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه فك أوباما ارتباطه جزئيا عن المنطقة”.
وبعدما كانت الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن تشدد في كل مناسبة على ضرورة تنحي الأسد، انصب اهتمام المجتمع الدولي على التوصل إلى تسوية سياسية من بوابة اللجنة الدستورية التي تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة وتعقد اجتماعات منذ 18 شهرا في جنيف.
وبعدما بدأت الثورة السورية وكان أهم أهدافها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ،أصبح الآن وبعد عشر سنوات رحيله أمر مستحيلا ،مرت عشر سنوات على الآزمة،ومازالت سوريا في مرحلة اللا خيار واللا حل،مرت عشر سنوات وتفككت الأراضي السورية وخسرت مدن مهمة مثل شمال حلب في 2016،.
والغوطة الشرقية قرب دمشق في 2018م وحتى العديد من الدول التي دعمت المعارضة باتت تتعامل مع بقاء الأسد في الحكم بأنه أمر محتوم.عشر سنوات على قتل وتشويه مئات الآلاف من المواطنين،ونزوح قرابة 6.7مليون مواطنا سوريا خارج أراضيهم في أزمة وصفت بأنها أخطر ما حدث في هذا القرن،عشر سنوات والسوريين يعانون من خطر الجوع والتهجير والقتل والعنصرية وتدمير البلاد…… إلى متى سيستمر هذا الصراع؟