بلاد ماوراء النهر والسند…….الأصل والتسمية

يتداول كثيرا عند قراءة التاريخ الإسلامي أسماء بلاد ما وراء النهر وبلاد السند،فقد مرت هذه البلاد بتاريخ طويل حتى أطلق عليها مثل هذه الأسماء وشهدت العديد من المحاولات للفتح فما هي ؟
بلاد ما وراء النهر
كانت بلاد ما وراء النهر تعرف قديما بتركستان الكبرى،ولكن عندما فتحها المسلمون في القرن الأول الهجري أطلقوا عليها”بلاد ما وراء النهر” ومعناها البلاد الواقعة خلف نهر جيحون(أموردريا) وسيحون(سيردريا)،وشهدت هذه المنطقة محاولات كثيرة للفتح ،ولكن الفتح الحقيقي لها كان في عصر الدولة الأموية وتحديدا في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 88 هـ على يد القائد(قتيبة بن مسلم الباهلي)الذي تولى أمر خراسان،وخلال عام (83:84)ه استعاد طخارستان،وتوالت الفتوحات لمدن مثل بخاري ،أوزباكستان،طاجيكستان وغيرهما،وبنى أول مسجد في بخارى عام 94هـ وواصل مسيرته حتى مدينة كاشغر قرب حدود الصين.
بلاد ما وراء النهر حاليا
و تعرف بلاد ما وراء النهر حاليا بوسط آسيا أو آسيا الوسطى وتعد من ضمن بلاد العالم اإسلامي وتشمل أراضيها أوزباكستان والجزء الجنوب الغربي من كازاخستان والجزء الجنوبي من قيرغيزستان. وهي الأن مقسمة إلى إلى تركستان الشرقيَّة وتركستان الغربيَّة، ومنطقة تركستان الشرقيَّة وهي محتلة الآن من قبل الصين، أما منطقة تركستان الغربيَّة فهي تضمُّ دُولاً خمسًا هي: طاجيكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وأوزبكستان، وكازاخستان، بالإضافة إلى أذربيجان.
ومن ضمن الديانات المنتشرة بها أيضا الديانة البوذية والمسيحية ولكن بعد الفتح الإسلامي أصبح غالبيتها من المسلمين.ومن أهم مدنها:سمرقند،بخارى،فرغانة،طشقند،خوارزم،مرو،ترمز.وهذه أسماء تدل على أعلام لهم مكانتهم في التاريخ على مر العصور وهم: الخوارزمي،الفارابي،البخاري،الترمذي،ابن سينا ،الجرجاني،السجستاني والبيروني.
يشكل حاليا الأوزبك،الكازاخ والروس الأغلبية العرقية في تلك المناطق.
بلاد السند
حضارة بلاد السند تعد من أعظم الحضارات على مر العصور في التاريخ الإنساني و نشأت بلاد السند بعد أن اتحد عدد من السكان عام 2500 ق.م وبدأوا في بناء المدن بشكل دقيق جدا ،وكان وادي بلاد السند واسع تغمره مياه فيضان من نهري هاكر الذي عرف ب غاغار وساراسفاتي والسند.وشيد الناس منصات لحماية البلاد من خطر الفيضانات الموسمية،وبدأوا في بناء البيوت والذي كان بعضها مصنوعا من الطوب اللبن وبعضها من الطوب المجفف بالشمس وكانت معظم المنازل تتكون من طابقيين .
بدأت حضارة بلاد السند في الازدهار عام 4500 م ،واشتغل أهل السند بالتجارة والزراعة والتعدين،وابتكروا وسائل متنوعة للمواصلات بعضها بالمراكب النهرية واعتمدوا أيضا على الحيوانات كوسائل للنقل .
برع الحرفيين في صناعة الحُلي من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، أما عن الطقوس الدينية فقد صنعوا الحيوانات والتماثيل الحجرية للعبادة ولقيام الطقوس الدينية، وكانت تستخدم الحجارة أختامًا مربعة الشكل من الفخار لأغراض إرسال الرسائل للممالك الأخرى وقيام العهود والمواثيق، وكانوا يدفنون الموتى في توابيت خشبية وأخرى مصنوعة من الفخار.
لكن بدأت تلك الحضارة في التفكك عام 1500 قبل الميلاد، لحضارات أصغر سُميت بثقافات هارابا، يطلق عليها عدد من المؤرخين ثقافات ما بعد هارابا، وكان السبب الرئيس لحدوث ذلك التفكك ، هو جفاف مياه نهر هارابا، ظهور عدد من التغيرات التي طرأت على مجرى نهر السند، والتي بدورها أدت لظهور الاضطرابات في كل من الحركة الزراعية والتجارية وحركة الرعي، وأدت لتدهور النظام الاجتماعي ثم انهارت الحضارة لحضارات وثقافات أصغر.
الفتح الإسلامي لبلاد السند
كانت بداية محاولات اكتشاف هذه المنطقة وتجميع المعلومات عنها لمحاولة فتحها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ومن بعده في عهد الخليفة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان إلى أن جاء في عهد الدولة الأموية الخليفة الوليد بن عبد الملك وكانت تعد المحاولة الحقيقية وحققوا انتصارات هائلة هناك على يد القائد محمد بن القاسم الثقفي .
بلاد السند حاليا
تعرف اليوم بباكستان والشمال الغربي للهند.