حكايات من التراث الشعبي المصري

الأساطير المصرية هي تلك القصص المقدسة التي كان قدماء المصريون يؤمنون بها. حيث تتميز الأسطورة بعمقها الفلسفي. كانت الأساطير حينذاك كالعلم الآن أمرًا مسلمًا بمحتوياته، فضلا عن حب المصريين لتلك الحكايات والقصص التي يتوارثونها جيلا بعد جيل، في معظم الأحيان كانت شخصيات الأسطورة من الآلهة أوأنصاف الآلهة أما تواجد البشر فيها فكان مكملا لا أكثر. وقبل أن نبدأ في موضوعنا دعونا نعرف معا ما هو أصل الحكايات الشعبية؟ وماذا تحكي؟ ..
الحكايات الشعبية
الحكاية الشعبية هي أحدوثة تتميز بالخيال الشعبي ويتم تناقلها شفويًا من جيل الى جيل. وقد اعتاد العرب تناقل هذه الحكاية للأبناء بواسطة الجد أو الجدة في الديوان (غرفة الضيوف)، في الحقل، أو في الغابة وبشكل طبيعي في خيمة زعيم القبيلة. ويعود أصل الحكاية الشعبية الى فترات قديمة جدا، وهي تتحدث على الأغلب عن البطولات، الحب، الوطن، الفقر، والنقد بأسلوب شعبي للواقع الذي يعيشه الآباء.
الحكايا الشعبية التي ورثناها عن الأجيال السالفة مليئة بالعبر والحكم وتحتوي على خلاصة تجارب كثيرة على مدى التاريخ. وهذه هي واحدة من أهم وسائل نقل الثقافة للقيم الاخلاقية للأجيال المقبلة
كما أن للحكاية الشعبية وظيفة أخلاقية وسلوكية؛ لأنها تشتمل على الحكمة، والدروس الأخلاقية. يمكن القول أن كل قصة لها حكمة ونقد في موضوع معين أو صراع بين ميزتي “الخير” والشر “.
في الحكايات الشعبية نهاية القصة هي عادة ما تكون جيدة، عندما تتغلب الشخصيات الرئيسية على الشر. و القصة تكون مقتبسة من الواقع ومن العادات الاجتماعية، وهي ثقافة تنتقل من جيل إلى جيل، وتعكس البيئة التي يعيشها القاص.
سر تقديس المصريين للبصل
ومن إحدى الأشياء التي سيلاحظها كل من يزور مصر هو تعليق البصل على الحوائط وشرفات المنازل..هل فكرتم يومًا في سبب هذه العادة عند المصريين؟ ..لنعرف معٌا
هى إحدى أساطير منف القديمة التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد، وكان محبوباً من الشعب
وقد أصيب الأمير الصغير بمرض غامض عجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه، وأقعد الأمير الصغير عن الحركة، ولازم الفراش عدة سنوات، امتُنِع خلالها عن إقامة الأفراح والاحتفال بالاعياد مشاركة للملك في أحزانه.
وكان أطفال المدينة يقدمون القرابين للإله في المعابد في مختلف المناسبات ليشفى أميرهم
واستدعي الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون، فنسب مرض الأمير الطفل إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، وتشل حركته بفعل السحر.
وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، ثم شقها عند شروق الشمس في الفجر ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها.
كما طلب منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة.
وتشرح الأسطورة كيف تمت المعجزة وغادر الطفل فراشه، وخرج ليلعب في الحديقة وقد شفي من مرضه الذي يئس الطب من علاجه، فأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة بأكملها، وشارك الشعب في القصر في أفراحه، كما قام الناس إعلانًا منهم للتهنئة بشفاء الأمير بتعليق حزم البصل على أبواب دورهم لإعتقادهم أنه يطرد الأرواح الشريرة
أسطورة النداهة الشهيرة
وهى من الأساطير الريفية المصرية، حيث يزعم الفلاحون أنها امرأة جميلة جدا وغريبة.
تظهر في الليالي الظلماء في الحقول تنادي باسم الشخص، فيقوم مسحورًا ويتبع النداء إلى أن يصل إليها، وبعد ذلك يجدونه ميتا في الصباح. ويقال عنها أيضًا أن هذه المرأة تخرج من النيل تأخذ الأطفال من البيوت وتغرقهم
وقالوا: إنها لا تستطيع أن تدخل بيتًا يعلق عليه البصل.
ترى ما هو السر السحري في البصل؟.. انتظرونا في المزيد من الحكايات الشعبية.