ثقافة

البهارات قيمة مهمة لا تقل أهمية عن الذهب

للتوابل والبهارات تاريخ طويل في كثير من بلدان العالم فقبل انتشارها كانت تعامل معاملة الذهب والأحجار الكريمة لشدة ندرتها وأهمية وجودها،على مر العصور أثرت على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،فقد يرى البعض أن هذه مبالغة ولكن من أجل البهارات قامت العديد من الحروب،وتنافست الامبراطوريات العظمى على احتلال الأماكن التي تزرع التوابل أو تصلح لزراعتها،ولكن ما هو تعريف التوابل أو البهارات:

Advertisements

تعريف التوابل

عبارة عن مواد عطرة ذات أصل نباتي، وهي تنمو وتنتعش عادة في المناطق الاستوائية كالهند وإندونيسيا وجنوب غرب آسيا. كما وتنمو في مناطق المكسيك والبيرو وجزر الانتيل.ومن ضمن التوابل الرئيسية:القرفة،القرنفل،الفلفل الأسود،جوزة الطيب،والفلفل الحار وهناك أيضا توابل أخرى كثيرة مثل الكركم،الهال،والجنزبيل.

ولم تظهر كلمة البهارات في أوروبا إلا في القرن 12 الميلادي حيث سحرتهم برائحتها وألونها البديعة،هذا وللبهارات تواجد في عديد من الثقافات والعصور والدول المختلفة ومنها

في عهد ملكة سبأ”بلقيس”

عندما زارت النبي سليمان في القدس أحضرت معها هدية وهي مائة وعشرون رطلا من الذهب،والبهارات ،والجواهر.

في عهد الإمبراطورية الرومانية

احتلت هذه الامبراطورية عرض البحر المتوسط وساهمت في اكتشاف الطرق التي تؤدي الى البهارات والتوابل ،واستخدمتها أيضا كليوباترا لتجذب يوليوس قيصر إليها،وانتشر الزعفران بكثرة في شوارع روما احتفالا بدخول الامبراطور نيرون إليها.

وتنافست الامبراطوريتان العظيمتان الفارسية والرومانية على تجارة التوابل والفلفل والبهارات،وتاجرت قبيلة قريش في البهارات أيضا في القرن السادس الميلادي وكانت البلدان تنطلق من مكة لمختلف البلدان لشرائها ثم بيعها لاحقا.

واستخدمت منطقة مارسيليا أيضا التوابل وتحولا مركزا لتجارة التوابل في العصور الوسطى وكانت التوابل تأتي إلى مصر من ميناء مارسيليا عن طريق ميناء مدينة الإسكندرية.

Advertisements

كريستوف كولومبوس

انطلق عام 1492 في سفينته بحثاً عن الذهب والتوابل. وكان يأمل بذلك أن يصل إلى شواطئ الهند. ومعلوم أن تلك البلاد مشهورة بزراعة التوابل والبهارات وأنها تصدرها للعالم كله.

السيطرة على التوابل بين إنجلترا وفرنسا

عندما احتلت إنجلترا الهند سيطرت على الطرق التجارية للتوابل والبهارات،وهي الطرق التي تربط الشرق الأقصى بأوروبا.وحقق الانجليز ثروات طائلة من وراء ذلك،ولكن مع الوقت انخفضت أسعار التوابل لأنها باتت تزرع في أماكن أخرى غير الشرق الأقصى والهند.ومن أجل البهارات حصل التنافس بين إنجلترا وفرنسا من أجل السيطرة على طريق الهند عن طريق احتلال مصر.

ومن ضمن وسائل المنافسة هذه بين الدولتين الكبيريتين قامت فرنسا عام 1654م بالوصول إلى جزر الهد الشرقية و أسسوا بعض المكاتب التجارية هناك،وكان هذا في عهد الوزير كولبير أثناء فترة حكم الحاكم الشهير لويس الرابع عشر.

ولكي يكسر الفرنسيون احتكار الإنجليز لتجارة البهارات والتوابل فإنهم راحوا يزرعونها في الجزر التي سيطروا عليها والتي يتناسب مناخها مع هذه الحشائش أو النباتات. ومن بين هذه الجزر نذكر مدغشقر، وجزيرة موريشيوس، وسواهما.

ومع الوقت لم تعد تقتصر زراعة التوابل على الهند ومناطق الشرق الأقصى بل توسعت زراعتها في عديد من بلدان العالم مثلا تتواجد بكثرة الآن في اندونيسيا وأمريكا اللاتينية وانخفضت أسعارها كثيرا ولم تعد عملة نادرة قاصرة على فئة محددة .

و اليوم لم تعد استخدامات التوابل والبهارات قاصرة فقط على الاستخدام في الطعام،فقد تطور الأمر وأصبحت تدخل في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والعطور فهناك بعض العطور برائحة الزنجبيل والكزبرة والكمون وكل هذا يدل على أهميتها وتأثيرها في كافة نواحي الحياة.

Advertisements

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق